Páginas

miércoles, 29 de diciembre de 2010

يفتخر كِلا حزبا "اليسار" الألماني و الأوروبي "في الخفاء" على الرغم من انفضاح واقع توافقيتهم مع النظام الإمبريالي و مؤسساته

يفتخر كِلا حزبا "اليسار" الألماني و الأوروبي "في الخفاء" على الرغم من انفضاح واقع توافقيتهم مع النظام الإمبريالي و مؤسسا

كشفت الفضيحة السياسية المنبثقة عن وثائق ويكليس، المتعلقة بحزب "اليسار" الألماني linke "المتصدر" بدوره لما يدعى بحزب اليسار الأوروبي، حيث تظهر الوثائق و لمرة أخرى حدود القوى السياسية المذكورة ضمن إطار إدارة الرأسمالية و خدمتها.حيث كشفت الوثائق المذكورة عن برقية للسفير الاميركي في ألمانيا كان قد أرسلها إلى واشنطن، يذكر ضمنها، أن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المذكور غريغور غيزي، كان قد طمأن السفير الأمريكي أثناء لقاء ثنائي حول مطلب حزبه المتعلق "بتفكيك الناتو". كما و يتبين أن غيزي كان قد صرح للسفير أثناء اللقاء بأن مطلب حزبه لكان "بخطير" في حال مطالبته بفك إرتباط ألمانيا و انسحابها من الناتو، و ليس مطلب الحزب "بتفكيك" الناتو الغير ممكن بطبيعة الحال "بخطير"، فتفكيك الناتو يشترط موافقة كل من الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و بريطانيا و هو أمر غير واقعي.


هذا و يدَّعي غيزي الان بالطبع انه "لا يتذكر" الصياغة الدقيقة التي استخدمها عندها، و أن القضية برمتها برزت كنتيجة لسوء فهم الترجمة. كما و يُذكر أن القضية المذكورة سببت بالطبع احتكاكات و زعزعة في صفوف حزب "اليسار" المذكور.ولكن حتى لو سلَّمنا جدلاً، أن سفير الولايات المتحدة الأمريكية قام بتشويه بعض أقوال غيزي، فإن جوهر القضية لا يتغير! فالنقطة المهمة هي أن حزب "اليسار" الألماني، يقف بشكل عام و مجرد مع مطلب "تفكيك الناتو"، و ذلك من دون إبراز قضية مطلب فك إرتباط البلدان و انسحابها من المؤسسة الإمبريالية. حيث كان طرح المؤتمر الثالث لما يدعى بحزب اليسار الأوروبي مماثلاً حيث يذكر في قراره المؤخر:"نحن نطالب بتفكيك الناتو وبالاستعاضة عنه بنظام أمن دولي مبني على أساس التعاون وعلى أساس منظومة أمم متحدة أكثر ديمقراطية (...)».إن كل ما سبق ذكره أعلاه يؤكد صحة تقدير المكتب السياسي للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، الذي ذكر في سياق بيان متعلق بالناتو "الجديد": " إن مطلب تفكيك حلف شمال الأطلسي، المطروح من قبل بعض القوى الانتهازية، دون وضع هدف النضال من اجل فك ارتباط بلداننا من منظمة حلف شمال الأطلسي، فهو يبدو كقائمة أمنيات و دعاء كهنة، بدلا من هدف لنضال الحركة."


وليس ذلك فحسب، ولكن تتبين أيضاً صوابية تقدير الحزب الشيوعي اليوناني عندما أشار أن حزب اليسار الأوروبي المزعوم لا يشكل تشكيكاً و تهديداً بالنسبة للنظام الرأسمالي و للمؤسسات الامبريالية. كما و معروف أيضاً هو موقف الحزب المذكور من الاتحاد الأوروبي الإمبريالي، حيث كان قد تعهد بخدمته موثقاً ذلك ضمن دستوره كحزب، حيث يدعو الآن "لإعادة تأسيس الإتحاد الأوروبي" بهدف "تنقيته" من "المضاربين" و من "الليبرالية الجديدة". وفي الوقت نفسه تنكشف الطبيعة الخلبية و الجوفاء لمواقف الحزب المذكور وطروحاته المتعلقة بمنظمة الناتو الإمبريالية. فالمطالبة "بتفكيك الناتو" في حال عدم ترافقها مع تعزيز للنضال ضد الإمبريالية، بهدف فك ارتباط كل بلد و انسحابه من الحلف المذكور، تشكل مطالبة هادفة لتضليل الحركة الشعبية و تشكل"عقاراً مُسكِناً" للامبريالية ولنظامها.ومع ذلك ، يبدو أن قوى انتهازية في حزب اليسار الأوروبي " يفتخرون في الخفاء" على الرغم من انفضاح توافقيتهم مع النظام الإمبريالي و مؤسساته كالاتحاد الأوروبي و الناتو. إن مشكلة هذه القوات حقيقة، تتجلى في أن الشعوب لا تتسامح مع من يتعامل معها بأسوب مماثل مخادع.
إليسيوس فاغيناس عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، مسؤول قسم العلاقات الخارجية

No hay comentarios:

Publicar un comentario